وتسعى الصين إلى توحيد الفصائل الفلسطينية باتفاق وحدة


قال وزير الخارجية الصيني ومسؤولون من حركة حماس إن الحركتين الفلسطينيتين المتنافستين حماس وفتح وقعتا إعلانا بالاتفاق على تشكيل “حكومة مصالحة وطنية” مؤقتة للضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة بعد الحرب مع إسرائيل، وذلك في اجتماع توسطت فيه الصين.
وتعهد ممثلو الفصائل، إلى جانب 12 فصيلا فلسطينيا آخر، بالعمل من أجل الوحدة بعد ثلاثة أيام من المحادثات في بكين.
وهذا هو الأحدث من بين العديد من اتفاقيات المصالحة التي اتفقت عليها حماس وفتح في علاقتهما الممزقة منذ فترة طويلة، والتي لم يؤد أي منها حتى الآن إلى نهاية الانقسام.
واستبعدت إسرائيل أيضا أن يكون لحماس أو فتح دور في حكم غزة بعد انتهاء الأعمال القتالية.
بدأ الانقسام العميق في عام 2007 عندما أصبحت حماس الحاكم الوحيد في غزة بعد طرد فتح بعنف من القطاع. وجاء ذلك بعد أن قام الرئيس الفلسطيني وزعيم فتح محمود عباس بحل حكومة الوحدة التي تقودها حماس والتي تشكلت عندما فازت حماس بالانتخابات الوطنية في العام السابق.
ومنذ ذلك الحين، ظلت السلطة الفلسطينية التي تهيمن عليها فتح مسؤولة فقط عن أجزاء من الضفة الغربية.
فقدت حماس السيطرة على غزة منذ أن بدأت الحرب مع إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، مع الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على إسرائيل، والذي قتلت فيه حوالي 1200 شخص واحتجزت 251 آخرين إلى غزة كرهائن. وقتل أكثر من 39 ألف فلسطيني في غزة نتيجة الهجوم الإسرائيلي، وفقا لوزارة الصحة التي تديرها حماس في القطاع.
وقال حسام بدران المتحدث باسم حماس في بيان نشر على تلغرام إن الإعلان “خطوة إيجابية إضافية على طريق تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية”.
وقال إن الفصائل متفقة على “المطالب الفلسطينية المتعلقة بإنهاء الحرب… وهي: وقف إطلاق النار والانسحاب الكامل من قطاع غزة والإغاثة وإعادة الإعمار”.
وقال إن “الجزء الأهم” مما تم الاتفاق عليه هو تشكيل حكومة توافق وطني فلسطينية “تتولى إدارة شؤون شعبنا في غزة والضفة الغربية، والإشراف على إعادة الإعمار، وتهيئة الظروف لإجراء الانتخابات”.
يعد الإعلان في الواقع تعبيرًا عن النوايا نظرًا لوجود عقبات كبيرة أمام نجاح مثل هذا الاتفاق. ولم تعلق فتح بعد على القرار، رغم أن ممثلها محمود العالول شكر الصين على دعمها للقضية الفلسطينية عقب الإعلان.
وسارعت إسرائيل، التي تعهدت بتدمير حماس قبل أن تنهي الحرب، إلى رفض إعلان بكين.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، على قناة X: “بدلاً من رفض الإرهاب، يحتضن محمود عباس قتلة ومغتصبي حماس، ويكشف عن وجهه الحقيقي”.
“في الواقع، هذا لن يحدث لأنه سيتم سحق حكم حماس، وسيراقب عباس غزة من بعيد. وسيظل أمن إسرائيل في أيدي إسرائيل وحدها.”
لكن عدم نجاح الصفقات السابقة لم يردع الصين، التي تريد التوسط في السلام في الصراع المستمر بين إسرائيل وحماس، وترى أن الوحدة الفلسطينية هي المفتاح لتحقيق هذه النتيجة. وكانت بكين استضافت في السابق محادثات بين حماس وفتح في أبريل.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماو نينغ يوم الثلاثاء إن “الصين وفلسطين شقيقان جديران بالثقة وشريكان جيدان”، مضيفا أن الصين “ستعمل بلا كلل مع جميع الأطراف المعنية” نحو الوحدة والمصالحة.
وقال وزير الخارجية وانغ يي بعد التوقيع على الإعلان، في تصريحات نقلتها وكالة رويترز للأنباء، إن “المصالحة مسألة داخلية للفصائل الفلسطينية، لكنها في الوقت نفسه لا يمكن تحقيقها دون دعم المجتمع الدولي”.
كما أوجز خطة من ثلاث خطوات لمعالجة حرب غزة: تعزيز وقف دائم لإطلاق النار؛ التمسك بـ “مبدأ الفلسطينيين الذين يحكمون فلسطين”؛ والاعتراف بدولة فلسطين كجزء من حل الدولتين ومنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
ويعود دعم الصين للقضايا الفلسطينية إلى عهد زعيم الحزب الشيوعي الصيني ماو تسي تونغ، الذي أرسل الأسلحة إلى الفلسطينيين لدعم ما يسمى بحركات “التحرير الوطني” حول العالم. حتى أن ماو قارن إسرائيل بتايوان ـ المدعومة من الولايات المتحدة ـ باعتبارها قواعد للإمبريالية الغربية.
وفي تصريحاتهم حول الصراع الأخير، أكد المسؤولون الصينيون، وحتى الرئيس شي جين بينغ، على الحاجة إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة. كما أرسل شي جين بينغ كبار دبلوماسييه إلى الشرق الأوسط لإجراء محادثات، واستضاف مؤخرًا زعماء عربًا لحضور مؤتمر في بكين.
كما اندلع الصراع في وقت حيث تطمح الصين إلى لعب دور أكثر مباشرة في السياسة الدولية، وقد قدمت نفسها باعتبارها أكثر ملائمة للعالم من الولايات المتحدة. العام الماضي وتوسطت في اتفاق بين منافسيها في الشرق الأوسط إيران والمملكة العربية السعودية لاستعادة العلاقات لأول مرة منذ عام 2016.
ومنذ ذلك الحين، روجت لرؤية لنظام عالمي تقوده الصين في حين انتقدت ما تعتبره إخفاقات القيادة الأميركية “المهيمنة”.
اكتشاف المزيد من موقع تجاربنا
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.