اعتقال محافظ البنك المركزي اللبناني السابق بتهم الفساد

افتح ملخص المحرر مجانًا
رولا خلف، محررة الفايننشال تايمز، تختار قصصها المفضلة في هذه النشرة الأسبوعية.
اعتُقل حاكم مصرف لبنان السابق المخضرم، اليوم الثلاثاء، في بيروت في إطار تحقيق طويل الأمد في مزاعم فساد، بحسب مصدر قضائي رفيع وشخص مطلع على القضية.
أمضى رياض سلامة، 74 عاماً، ثلاثة عقود مسؤولاً عن مصرف لبنان قبل أن يتنحى قبل ما يزيد قليلاً عن عام. شابت سنواته الأخيرة في المؤسسة الجدل والادعاءات بتورطه في سوء الإدارة المالية والسلوك الإجرامي.
ويتهم سلامة وشقيقه رجا سلامة باختلاس ما لا يقل عن 330 مليون دولار من الأموال العامة، وغسلها من خلال متاهة من الحسابات المصرفية الدولية والحسابات الخارجية المرتبطة بعائلته وشركائه.
وقالت المصادر إنه بينما كان قاضي تحقيق لبناني قد اتهم سلامة من قبل بشأن هذا المخطط، فإن اعتقاله يوم الثلاثاء كان مرتبطا بمزاعم جديدة بالاختلاس وغسل الأموال والاحتيال. ومن المتوقع أن يبقى رهن الاحتجاز السابق للمحاكمة لمدة أربعة أيام، بينما يواصل المحققون استجوابه بشأن الاتهامات الجديدة.
كان سلامة محور تحقيقات قضائية استمرت لسنوات في وطنه والولايات المتحدة وسبع دول أوروبية على الأقل للتحقيق في مزاعم مختلفة عن جرائم مالية مرتبطة بالاختلاس المزعوم لتلك الأموال.
أصدرت فرنسا وألمانيا مذكرات اعتقال بحقه في عام 2023، وهو نفس العام الذي فرضت عليه عقوبات من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا بسبب مزاعم بإساءة استخدام سلطات منصبه “للانخراط في مجموعة متنوعة من مخططات الإثراء الذاتي غير القانونية”.
ويلقي عليه الشعب اللبناني اللوم على نطاق واسع لدوره في المساعدة في الانهيار الاقتصادي والمالي المدمر في لبنان في عام 2019، ليصبح الوجه العام لدوامة الانحدار في لبنان.
ووصف البنك الدولي الأزمة المالية بأنها “كساد متعمد دبرته النخبة في البلاد التي سيطرت لفترة طويلة على الدولة وعاشت على ريوعها الاقتصادية”.
ولم يرد سلامة على الفور على طلب للتعليق. ونفى رياض وشقيقه رجاء سلامة مرارا ارتكاب أي مخالفات، حيث قال سلامة إن ثروته تراكمت خلال سنوات عمله كمصرفي استثماري واستثماراته الحكيمة اللاحقة.
وتم استدعاء سلامة يوم الثلاثاء كجزء من تحقيق القضاء اللبناني الموسع، والذي تعثر مرارا وتكرارا وسط ما وصفه المنتقدون بالتدخل السياسي. وقد سبق أن اتُهم بارتكاب جرائم مالية تتعلق بمخطط بقيمة 330 مليون دولار في لبنان، لكنه أفلت من الاعتقال حتى الآن.
وقالت المصادر إنه من المتوقع أن يظل رهن الاحتجاز السابق للمحاكمة بينما يستمر استجوابه بشأن تعاملاته وتعاملات مصرف لبنان مع شركة الوساطة المالية اللبنانية أوبتيموم إنفست.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان إن سلامة اعتقل بعد استجوابه على خلفية “الملف الأمثل”.
وقالت المصادر، على وجه التحديد، إن المحققين يزعمون أن مصرف لبنان وأوبتيموم عملا معًا لشراء وبيع سندات الخزينة وشهادات الإيداع ذات دوران سريع لتحقيق أرباح كبيرة من خلال العمولات بين عامي 2015 و2018. وشملت الاتهامات الموجهة ضد سلامة الاختلاس وغسل الأموال والاحتيال.
ورغم أن التهم متشابهة في طبيعتها، إلا أن اتهامات أوبتيموم منفصلة عن قضية 330 مليون دولار المزعوم اختلاسها من الأموال العامة من خلال شركة Forry Associates، وهي شركة يسيطر عليها رجا شقيق سلامة.
ولم تستجب أوبتيموم لطلب التعليق. وقالت الشركة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، إن التدقيق المالي في عام 2023 لم يجد “أي دليل على ارتكاب مخالفات أو عدم قانونية” في تعاملات الشركة مع مصرف لبنان.
ويحكم لبنان حاليًا حكومة تصريف أعمال ذات صلاحيات محدودة، ولم تعين محافظًا جديدًا لمصرف لبنان. وبدلاً من ذلك، كان نائب المحافظ السابق لسلامة على رأس السلطة النقدية.
وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إن حكومته لن تتدخل في القضية. وقال وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري خوري: “العدالة قالت ما يجب أن تقوله، ونحن نحترم هذا القرار”.
اكتشاف المزيد من موقع تجاربنا
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.