قوات الدعم السريع تتهمها الأمم المتحدة بارتكاب “جرائم وحشية” في ولاية الجزيرة
قالت مسؤولة كبيرة بالأمم المتحدة في السودان إنها تشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن “جرائم فظيعة” في ولاية الجزيرة وسط البلاد، بما في ذلك القتل الجماعي للمدنيين على يد قوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وجاءت تصريحات كليمنتين نكويتا سلامي بعد أن قالت مجموعة ناشطة إن 124 شخصًا على الأقل قتلوا على يد قوات الدعم السريع في هجمات على القرى خلال الأسبوع الماضي.
ونفت قوات الدعم السريع استهداف المدنيين، قائلة إن مقاتليها يشتبكون مع ميليشيات يسلحها الجيش.
وأدى الصراع المستمر منذ 18 شهرا في السودان إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص وتشريد أكثر من 11 مليونا.
وتحولت ولاية الجزيرة إلى ساحة قتال كبرى الأسبوع الماضي بعد أن تعرضت قوات الدعم السريع لضربة قوية عندما انشق أحد قادتها، أبوعاقلة كايكا، وانضم إلى الجيش.
وقال الجيش إنه أحضر معه “عددا كبيرا من قواته” فيما وصفه بأنه أول انشقاق كبير إلى جانبه.
وردا على ذلك، قالت قوات الدعم السريع إن مقاتليها سيدافعون عن أنفسهم و”سيتعاملون بحزم مع كل من يحمل السلاح”.
وقالت السيدة نكويتا سلامي، المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في السودان، إن التقارير الأولية تشير إلى أن قوات الدعم السريع نفذت هجوما كبيرا في جميع أنحاء الولاية بين 20 و 25 أكتوبر.
وأضافت أنها أدت إلى عمليات قتل جماعي واغتصاب النساء والفتيات ونهب الأسواق والمنازل على نطاق واسع وإحراق المزارع.
وقالت نكويتا سلامي إن “الجرائم الفظيعة” كانت على نطاق مماثل لتلك التي شهدتها منطقة دارفور بالسودان العام الماضي، عندما اتُهمت قوات الدعم السريع بارتكاب “تطهير عرقي” للمجتمعات التي يُنظر إليها على أنها معارضة لها.
وقالت نكويتا سلامي إن عدد القتلى لا يزال غير واضح، لكن التقارير الأولية تشير إلى مقتل العشرات في ولاية الجزيرة.
وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن لجنة مقاومة ود مدني، التي تناضل من أجل إنهاء الصراع والحكم الديمقراطي في السودان، قالت في بيان لها يوم السبت إن قوات الدعم السريع ترتكب “مجازر واسعة النطاق في قرية تلو الأخرى”.
ودعت نقابة الأطباء السودانيين الأمم المتحدة إلى دفع طرفي الصراع للاتفاق على فتح ممرات إنسانية آمنة إلى القرى التي كانت تواجه “إبادة جماعية” على يد قوات الدعم السريع.
وأضافت نقابة الأطباء أن عمليات الإنقاذ أصبحت مستحيلة وأن الجيش “عاجز” عن حماية المدنيين.
واندلع الصراع في السودان في أبريل 2023 بعد خلاف بين قائدي قوات الدعم السريع والجيش الفريق محمد حمدان دقلو والفريق عبد الفتاح البرهان على التوالي.
وكان الاثنان قد قاما معًا بانقلاب في عام 2021، مما أدى إلى عرقلة انتقال السودان إلى الديمقراطية، لكنهما انخرطا بعد ذلك في صراع شرس على السلطة.
ورفض الزعيمان التوقيع على اتفاق سلام، على الرغم من الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية للتوسط في إنهاء الصراع.
اكتشاف المزيد من موقع تجاربنا
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.